المهندس المراقب العام
احترام قوانين المنتدى : الدولة : عدد المساهمات : 101 تاريخ الميلاد : 08/12/1990 تاريخ التسجيل : 31/12/2011 العمر : 33 الموقع : سيدي سليمان-البيض-الجزائر
| موضوع: نشأة دولة الاسلام في الاندلس وسقوطها..... (01) الأحد سبتمبر 02, 2012 10:02 pm | |
| نشأة دولة الاسلام في الاندلس وسقوطها دخل الإسلام إلى الأندلس من 92 إلى 95 هـ (711 إلى 714م)، وأهلها في سخط عارم، ضد حكامها القوط النصارى الثلاثيين ، بينما كان معظمهم تابع لمذاهب مسيحية موحدة، مضطهدة من طرف الكنيسة الحاكمة. وهكذا انضموا إلى الإسلام عن طواعية وحماس، لدرجة أن بعض المفكرين الأسبان المعاصرين نعتوا الفتح الإسلامي للأندلس، بثورة إسلامية في الغرب(2). وهكذا دخلت منطقة لا تقل مساحتها عن 000/700 كيلومتر مربع، دار الإسلام طواعية، تضم معظم شبه الجزيرة الأندلسية، سوى منطقة جبلية في الشمال الغربي، كما تضم قسماً مهماً من فرنسا، أو الأرض الكبيرة، كما سماها قدماء المسلمين. فتكوّن مع السنين شعب أندلسي جديد، مسلم العقيدة، عربي اللغة، له خصوصياته، متأصل في بلده. ولم يكن ذلك الفتح الإسلامي غزو أمة لأخرى، وإجبارها على دين ولغة، لم ترتضيهما، بل الشعب الأندلسي نفسه اختار الإسلام دينا، والعربية لغة حضارة، ورحب بالفاتحين المسلمين الأوائل ترحيب المقهور بالمنقذ. انضمت الأندلس أول الفتح الإسلامي إلى ولاية المغرب في الدولة الإسلامية، وعاصمتها القيروان، (في تونس اليوم). ثم أصبحت ولاية قائمة بنفسها، وعاصمتها إشبيلية. ثم انفصلت الأندلس عن الدولة العباسية في المشرق سنة 138 هـ (756م) تحت زعامة عبد الرحمن الداخل الأموي ، الذي أسس دولة أموية في الغرب، واتخذ قرطبة عاصمته. وصلت الأندلس الأموية أوجها أيام عبد الرحمن الناصر (300 - 350 هـ موافق 912 - 961م)، لكن مساحتها نزلت إلى 000/440 كيلومتر مربع بعد أن فقد المسلمون أربونة، وقرقشونة، وكل الأرض الكبيرة، وبمبلونة، وبرشلونة، وبرغش، وليون، وأبيط، وكل جليقية، وسمورة، وغيرها من مدن شمال غربي الجزيرة الأندلسية، تحت ضغط الفلول النصرانية، التي تنظمت في دويلات متحالفة ضد الوجود الإسلامي ودولته، أهمها قشتالة، ونبارة، وليون. بدأ الضعف يسري في الدولة الأموية بعد وفاة المنصور ابن أبي عامر، حاجب هشام الثاني المؤيد حفيد الناصر، إلى أن انهارت سنة 422هـ (1021م) وانقرضت . فتجزأت الأندلس بين ملوك الطوائف، وصل عددهم إلى 23 ملكاً . فاغتنمت الدول النصرانية هذه التجزئة، وأخذت تحتل مدن الإسلام الواحدة تلو الأخرى ، أهمها طركونة، وبراغة، وقلمروية، ومجريط، وخاصة طليطلة سنة 478هـ (1085م). فاستنجد الأندلسيون بأمير المسلمين بالمغرب يوسف بن تاشفين المرابطي، الذي استجاب لهم، وهزم النصارى في معركة الزلاقة، سنة 479هـ (1086م)، ثم قضى على ملوك الطوائف، وضم الأندلس إلى المغرب. لكن أرضا شاسعة بما فيها طليطلة ظلت تحت حكم النصارى، وتقلصت مساحة الأندلس الإسلامية إلى 000/250 كيلومتر مربع.
أ. د . علي المنتصر الكتاني - باحث اسلامي - | |
|