إذا كان الطباعُ طباعَ سوءٍ *** فلا أدبٌ يفيد ولا أديبُ
إذا جاء موسى وألقى العصى *** فقد بطل السحر والساحرُ
إذا رضيتْ عني كرام عشيرتي *** فلا زال غضباناً عليَّ لئامُها
إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً *** فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها
إذاما أتيت الأمرمن غير بابه***ضللت وإن تقصدإلى الباب تهتدي
إن العدو وإن أبدى مسالمةً *** إذا راى منك يوماً غرّة وثبا
إذا ملكٌ لم يكن ذا هبهْ *** فدعه فدولته ذاهبهْ
إذا كان رب البيت بالدف ضارباً***فشيمة من في الداركلهمُ الرقصُ
إذا كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ *** وإن كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ
إذا ما أراد الله إهلاك نملةٍ *** سمت بجناحيها إلى الجو تصعدُ
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا *** أصبت حليماً أو أصابك جاهلُ
إذا قالت حذامُ فصدقوها *** فإن القول ما قالتْ حذامُ
إذا لم تستطع شيئاً فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيعُ
إذا محاسنيَ اللاتي أُدِلُّ بها *** عُدَّتْ ذنوباً فقل لي كيف أعتذرُ
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا *** فأيسر ما يمر به الوحولُ
إذا كنتَ ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ *** فإن فسادَ الرأي أن تترددا
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى *** فأولُ ما يجني عليه اجتهادُهُ
إذا ما الجرحُ رمَّ على فسادٍ *** تبين فيه تفريطُ الطبيبِ
إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا *** كفى لمطايانا برؤياك هاديا
أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ نعامةٌ *** ربداءُ تجفُلُ من صفير الصافرِ
أعمى يقود بصيراً لا أبا لكمُ *** قد ضل من كانت العميان تهديهِ
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ من *** اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
ألم تر أن المرء تدوي يمينه *** فيقطعها عمداً ليسلم سائرهْ
ألم تر أن السيف ينقص قدرُه *** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
ألا رُبَّ باغٍ حاجةً لا ينالُها *** وآخرُ قد تُقضى له وهو جالسُ
إن الرياح إذا اشتدتْ عواصفها *** فليس ترمي سوى العالي من الشجرِ
إن الأفاعي وإن لانتْ ملامسُها *** عند التقلبِ في أنيابها العطبُ
أوردها سعدٌ وسعد مشتملْ *** ما هكذا يا سعدُ تُورَد الإبلْ
بأبهِ اقتدى عدىٌ بالكرمْ *** ومن يشابهْ أبَه فما ظلمْ
بدأتم فأحسنتم فأثنيتُ جاهدا *** وإن عدتمو ثنيتُ والعودُ أحمدُ
بذا قضت الأيامُ ما بين أهلها *** مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ
بالملح نُصلح ما نخشى تغيرهُ *** فكيف بالملح إن حلت به الغِيَرُ
ترى الرجلَ النحيل فتزدريهِ ***وفي أثوابه أسدٌ حصورُ
ويعجبك الطريرُ فتبتليهِ *** فيخلف ظنك الرجلُ الطريرُ
تعشَّقتُها شمطاءَ شاب وليدُها *** وللناس فيما يعشقون مذاهِبُ
تقولُ هذا مِجاجُ النحلِ تمدحُهُ *** وإن تشأ قلتَ ذا قيءُ الزنابيرِ
مدحاً وذماً وما جاوزتَ وصفهما *** والحق قد يعتريهِ سوءُ تعبيرِ
ترجوا النجاةَ ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبسِ
تضاحكتُ بينهمو معجَبا *** وشرُّ البليةِ ما يُضْحِكُ
تكاثرت الظباءُ على خراشٍ *** فما يدري خراشٌ ما يصيدُ
حياك من لم تكن ترجو تحيته *** لولا الدراهمُ ما حياك إنسانُ
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعتَ به *** في طلعةِ الشمسِ ما يغنيك عن زُحَلِ
خلا للِ الجو فبيضي واصفري *** ونقِّري ما شئتِ أن تنقري
وعارضها بعضهم بقوله :
خلا لكِ الجو فغني واطربي *** وخرِّبي ما شئتِ أن تُخَرِّبي
الخير لا يأتيك متصلاً *** والشر يسبق سيلَه مطرُهْ
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ***وأخو الجهالة في الشقاء منعَّمُ
رُبَّ يومٍ بكيتُ منه فلما *** صرتُ في غيره بكيتُ عليهِ
رضيتُ ببعض الذل خوف جميعه ***كذلك بعضُ الشر أهونُ من بعضِ
زعم الفرزدقُ أن سيقتل مِربَعاً *** أبشرْ بطولِ سلامةٍ يا مِربعُ
زعم المسفّه أن يغالِبَ ربَّهُ *** ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالبُ الغلاّبِ
ستبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً *** ويأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّدِ
ستذكرني إذا جربت غيري *** وتعلم أنني نعم الصديقُ
ستورُ الضمائرِ مهتوكةٌ *** إذا ما تلاحظت الأعينُ
سيذكرني قومي إذا جد جدهم *** وفي الليلة الظلماءِ يُفتَقدُ البدرُ
شكوتُ وما الشكوى لمثليَ عادة *** ولكن تفيضُ العينُ عند امتلائها
طفح السرورُ عليَّ حتى أنه *** من كُثْرِ ما قد سرني أبكاني
ظننتُ بهم ظناً جميلاً فخيبوا *** رجائي وما كل الظنونِ تُصيبُ
عتبتُ على عمروٍ فلما تركته *** وجربتُ أقواماً بكيتُ على عمروِ
العبدُ يُقرعُ بالعصا *** والحرُّ تكفيه الإشاره
أُعلل النفس بالآمالِ أرقُبُها ما *** أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأملِ
فلم أر كالأيام للمرءِ واعظاً *** و لا كصروف الدهر للمرءِ هاديا
فما أكثرُ الأصحابِ حين تعدُّهم *** ولكنهم في النائبات قليلُ
فلو لبس الحمارُ ثياب خزٍ *** لقال الناس يالك من حمارِ
فإن كانت الأجسامُ منا تباعدت *** فإن المدى بين القلوب قريبُ
فإن يكُ صدرُ هذا اليومِ ولى *** فإن غداً لناظره قريبُ
قد تُنكر العينُ ضوءَ الشمسِ من رمدٍ *** وينكرُ الفمُ طعمَ الماءِ من سَقَمِ
قد زال ملكُ سليمان وعاوده *** والشمسُ تنحطُّ في المجرى وترتفعُ
قد يجمعُ المالَ غيرُ آكلِهِ *** ويأكلُ المالَ غيرُ من جمعهْ
قد يرك المتأني بعض حاجتهِ ***وقد يكون من المستعجل الزللُ
قد يدرك الشرفَ الفتى ورداؤه *** خَلَقٌ وجيبُ قميصِهِ مرقوعُ
كشقي مقصٍ تجمعتا *** على غير شيءٍ سوى التفرقهْ
كعصفورة في كف طفلٍ يسومها *** ورود حياض الموت والطفلُ يلعبُ
كالعيسِ في البيداء يقتُلُها الظما ***والماءُ فوق ظهورِها محمولُ
كل المصائب قد تمر على الفتى *** فتهون غيرَ شماتةِ الأعداء
كأنك من كل النفوس مركبٌ *** فأنت إلى كل الأنام حبيبُ
كالكلب إن جاع لم يمنعك بصبصة *** وإن ينل شبعاً ينبحْ من الأشرِ
لا تمدحنَّ امرأً حتى تجربه *** و لا تذمنّه من غير تجريبِ
لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها *** ولكنَّ أخلاق الرجال تضيقُ
لعل عتبك محمودٌ عواقُبهُ *** وربما صحَّت الأجسامُ بالعللِ
لِلموت فينا سهامٌ وهي صائبةٌ *** من فاته اليوم سهمٌ لم يفته غدا
ليس الغبيّ بسيدٍ في قومه *** لكنَّ سيدَ قومه المتغابيْ
وإن عناءً أن تُفَهِّم جاهلاً *** فيحسب جهلاً أنه منك أعلمُ
متى يبلغ البنيانُ يوماً تمامَه *** إذا كنتَ تبنيهِ وغيرُك يهدمُ
ما حكَّ جلدك مثلُ ظفركْ *** فتولَّ أنت جميعَ أمرِكْ
مِكَرٍ مِفَرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً *** كجلمودِ صخرٍ حطَّه السيلُ من علِ
من كان فوق محل الشمس رتبته *** فليس يرفعه شيءٌ و لا يضعُ
من الناس مَنْ يغشى الأباعدَ نفعُه ***ويشقى به حتى المماتِ أقاربهْ
موتُ النفوس حياتها *** من شاء أن يحيا يموتْ
المستجيرُ بعمروٍ عند كربته *** كالمستجيرِ من الرمضاءِ بالنارِ
من يهن يسهلُ الهوانُ عليهِ *** ما لُجرحٍ بميتٍ إيلامُ
الناسُ للناسِ من بدوٍ وحاضرةٍ *** بعض لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ
هب الدنيا تقاد إليك عفواً *** أليس مصير ذاك إلى زوالِ
هل يضر البحر أمسى زاخراً *** أن رمى فيه صبيٌ بحجرْ
ولو كل كلبٍ عوى ألقمته حجراً *** لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينارِ
ولم أر كالمعروف أما مذاقه *** فحلوٌ وأمل وجهه فجميلُ
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ *** فهي الشهادةُ لي بأني فاضلُ
وتجلُّدي للشامتين أُريهمُ *** أني لريب الدهر لا أتضعضعُ
وإذا المنيةُ أنشبتْ أظفارَها *** ألفيت كل تميمةٍ لا تنفعُ
وعاجزُ الرأي مضياعٌ لفرصتهِ *** حتى إذا فاتَ أمرٌ عاتب القدرا
وفي السماء ****ٌ لا عِدادَ لها *** وليس يكسف إلا الشمس والقمرُ
وكأسٌ شرِبتُ على لذةٍ *** وأخرى تداويتُ منها بها
وما انتفاعُ أخي الدنيا بناظرهِ *** إذا استوتْ عنده الأنوارُ والظُلَمُ
وما المرءُ إلا حيث يجعل نفسهُ *** ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
وما طلبُ المعيشةِ بالتمني *** ولكن ألقِ دلوك في الدلاءِ
ومن يكن الغرابُ له دليلاً *** يمر به على جيف الكلابِ
وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلة *** كما أن عين السخط تبدي المساويا
و لا بد من شكوى إلى ذي مروأةٍ ***يواسيك أو يسليك أو يتوجعُ
ولكل شيءٍ آفةٌ من جنسهِ *** حتى الحديد سطا عليه المبردُ
وليس يصحُّ في الأذهان شيءٌ *** إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ
وما الناسُ بالناس الذين عرفتهم *** ولا الدارُ بالدار التي كنتُ أعهدُ
ومن العجائبِ والعجائبُ جمةٌ *** أن يلهج الأعمى بعيبِ الأعورِ
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى *** عدواً له ما من صداقته بدُّ
وكلٌ يميلُ إلى شكلهِ *** كميلِ الخنافسِ للعقربِ
وكم مرةٍ أتبعتكم بنصيحتي *** وقد يستفيد البغضةَ المتنصَّحُ
و يأبى الذي في القلبِ إلا تبيُّنا *** وكل إناء بالذي فيه ينضحُ
لا يسكن المرءُ في أرضٍ يهان بها *** إلا من العجز أو من قلة الحِيَلِ
يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَه *** أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ
كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَها *** فلم يَضِرْها وأوهى قرنَه الوعِلُ
يبقى الثناءُ وتذهبُ الأموالُ *** ولكل دهرٍ دولةٌ ورجالُ
يريك البشاشة عند اللقــا *** ويبريك في السر بري القلمْ
يريد المرءُ أن يُعطى مُناه *** ويأبى اللهُ إلا ما يشاءُ
يُقضى على المرء في أيام محنتهِ *** حتى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ
من كتاب
المختار من شواهد الأشعار